في العاشر من ديسمبر 2022، كتب المنتخب المغربي صفحة ذهبية في تاريخ بطولات كأس العالم، حين تغلّب على منتخب البرتغال بهدف دون رد، في الدور ربع النهائي لمونديال قطر، ليصبح أول منتخب عربي وأفريقي يبلغ نصف النهائي منذ انطلاق البطولة في عام 1930. هذا الإنجاز الاستثنائي لم يكن مجرد انتصار كروي، بل تحوّل إلى لحظة فخر واعتزاز في قلوب الملايين.
فوز تاريخي على البرتغال وأحلام تتجسد
أقيمت المباراة على ملعب الثمامة أمام أنظار العالم، وتمكن يوسف النصيري من تسجيل هدف الفوز برأسية مذهلة في الدقيقة 42، مستغلًا تمريرة عرضية مثالية. حافظ أسود الأطلس على التقدم ببسالة حتى صافرة النهاية، رغم محاولات البرتغال المتكررة، وغياب النجم كريستيانو رونالدو عن التشكيلة الأساسية في الشوط الأول.
دفاع حديدي وروح جماعية ملهمة
المنتخب المغربي، بقيادة المدرب وليد الركراكي، قدم خلال البطولة منظومة دفاعية صارمة لم تهتز أمام أقوى المنتخبات. تألق الحارس ياسين بونو، إلى جانب لاعبي الدفاع رومان سايس ونايف أكرد، جعل من المنتخب قوة يصعب اختراقها. وظهر التفاهم والانسجام بوضوح في كل خطوط الفريق، ما عكس الروح الجماعية العالية والصلابة الذهنية للاعبين.
المغرب يهزم الكبار في طريق المجد
قبل إقصاء البرتغال، أطاح المنتخب المغربي بمنتخب إسبانيا في دور الـ16، بعد تعادل سلبي في الوقت الأصلي والإضافي، ثم تفوقه في ركلات الترجيح. كما قدّم مستوى رائعًا أمام كندا وبلجيكا في دور المجموعات، ليؤكد أن تأهله لم يكن صدفة، بل نتيجة تخطيط محكم وأداء ميداني مبهر.
إنجاز يتجاوز حدود الكرة
لم يكن تأهل المغرب إلى نصف النهائي مجرد انتصار رياضي، بل أصبح حدثًا إنسانيًا وسياسيًا وثقافيًا، وحد شعوب العالم العربي والأفريقي خلف علم المغرب. مشاهد الاحتفالات اجتاحت المدن من الرباط إلى غزة، ومن الرياض إلى باريس، لترسم صورة فريدة لوحدة الشعوب خلف نجاح تاريخي في المحافل العالمية.
لحظة خالدة في ذاكرة المونديال
رغم خسارة المغرب في نصف النهائي أمام فرنسا، فإن الإنجاز بقي خالدًا في ذاكرة بطولات كأس العالم. لقد فتح المنتخب المغربي أبوابًا جديدة للحلم، وأثبت أن الإرادة والإصرار يمكن أن تتغلب على الفوارق الكبرى في الإمكانيات والخبرات، ليبقى مونديال قطر 2022 محطة لا تُنسى في تاريخ كرة القدم العالمية.
