هدف رونالدينيو الساحر في مرمى إنجلترا كأس العالم 2002

في الحادي والعشرين من يونيو عام 2002، دوّت واحدة من أشهر اللحظات في تاريخ كأس العالم، عندما سجّل الساحر البرازيلي رونالدينيو هدفًا مذهلًا في شباك إنجلترا، ضمن ربع نهائي مونديال كوريا واليابان. الهدف جاء من ركلة حرة مباشرة من مسافة بعيدة تجاوزت الحارس ديفيد سيمان وسكنت الشباك بطريقة أربكت الجميع، وأشعلت الجدل حول ما إذا كان يقصد التسديد أم لا.
الركلة التي غيّرت كل شيء
كانت النتيجة تشير إلى التعادل بهدف لمثله عندما حصل منتخب البرازيل على ركلة حرة من الجهة اليمنى. تقدّم رونالدينيو لتنفيذها، وبينما توقع الجميع كرة عرضية، أرسل تسديدة ارتفعت فجأة وهبطت داخل الشباك خلف سيمان، حارس إنجلترا. بدا وكأن الكرة نزلت من السماء، لتصنع لحظة أسطورية يصعب تكرارها.
ردود الفعل والذهول العالمي
الهدف أثار موجة من الدهشة لدى الجماهير والمحللين على حد سواء. البعض رأى أنه مقصود من لاعب يتمتع برؤية غير عادية، بينما اعتبره آخرون محض صدفة. إلا أن رونالدينيو نفسه أشار لاحقًا في أكثر من مناسبة إلى أنه رأى الحارس متقدمًا وأراد فعلاً وضع الكرة خلفه، مؤكدًا أن ما حدث لم يكن مجرد حظ، بل ذكاء ميداني وسحر برازيلي خالص.
ضربة قاسية أطاحت بإنجلترا
كان ذلك الهدف نقطة تحول في اللقاء، إذ منح البرازيل الأفضلية التي حافظت عليها حتى النهاية، رغم طرد رونالدينيو لاحقًا بالبطاقة الحمراء. انتهت المباراة بفوز البرازيل بهدفين مقابل هدف، ليشق “السامبا” طريقه نحو النهائي الذي توّج فيه لاحقًا على حساب ألمانيا، حاصدًا اللقب العالمي الخامس في تاريخه.
إرث خالد في ذاكرة المونديال
بعد أكثر من عقدين من الزمن، لا يزال هدف رونالدينيو يُعرض في جميع أرشيفات الفيفا ومحطات كرة القدم كواحد من أجمل الأهداف في تاريخ كأس العالم. بل وأصبح رمزًا للعب الممتع والجرأة التي طبعت جيل البرازيل الذهبي في 2002. كان الهدف لحظة فردية رائعة، لكنه مثّل عبقرية جيل كامل لا يتكرر كثيرًا في ملاعب العالم.