منذ أن اعتمد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” الاسم الجديد لدوري أبطال أفريقيا في موسم 1997، شهدت البطولة تحولًا جذريًا في التنظيم والتنافسية والاحتراف.
وخلال أكثر من 25 عامًا، تناوبت أندية كبرى من مختلف دول القارة على منصة التتويج، بينما حافظ البعض على هيمنة واضحة، في حين استطاع آخرون اقتناص الأضواء لمرة واحدة فقط، ليخلدوا أسماءهم في الذاكرة الكروية القارية.
الأهلي المصري.. الزعيم بلا منازع
في النسخة الحديثة للبطولة، يتصدر الأهلي المصري المشهد بلا منازع، محققًا 8 ألقاب منذ عام 2001 وحتى 2024، وهو رقم يعكس قوة القلعة الحمراء على الصعيد القاري، خاصة مع فوزه بثلاث بطولات متتالية بين 2020 و2024. نجاح الأهلي لم يأتِ فقط من مهارات لاعبيه، بل من استقرار إداري وفني، ورغبة دائمة في البقاء على القمة.
صراع شمال أفريقيا.. هيمنة مشتركة
أندية شمال أفريقيا لم تكن أقل شراسة، حيث حقق الترجي التونسي 3 بطولات، منها اثنتان متتاليتان في 2018 و2019، فيما فاز الوداد الرياضي المغربي بلقبين، وبرز أيضًا الرجاء البيضاوي ببطولتين في نهاية التسعينات. أما النجم الساحلي ووفاق سطيف، فنجح كل منهما في رفع الكأس مرة واحدة، ما يعكس تنوع القوى الكروية في هذه المنطقة.
غرب ووسط القارة.. لحظات من التألق
رغم هيمنة شمال القارة، فإن أندية من غرب ووسط أفريقيا تركت بصمات قوية، مثل إنيمبا النيجيري الذي خطف اللقب مرتين في 2003 و2004، وتي بي مازيمبي من الكونغو الديمقراطية الذي حصد 3 ألقاب خلال فترة قصيرة، وأثبت جدارته كقوة لا يستهان بها في القارة. كما حصدت أندية مثل أسيك ميموزا وهارتس أوف أوك ألقابًا فردية لا تُنسى.
بطل من الجنوب.. صن داونز يكتب التاريخ
في عام 2016، صنع ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي التاريخ عندما فاز بلقبه الأول، ليكسر هيمنة فرق الشمال والغرب، ويضع اسم الجنوب بقوة على خريطة البطولة القارية. نجاح صن داونز لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج مشروع فني وإداري تطور على مدى سنوات.
ملخص بالأرقام من 1997 إلى 2024:
- 🏅 الأهلي المصري: 8 ألقاب
- 🏅 مازيمبي الكونغولي: 3 ألقاب
- 🏅 الترجي التونسي: 3 ألقاب
- 🏅 الوداد المغربي: لقبان
- 🏅 الرجاء المغربي: لقبان
- 🏅 إنيمبا النيجيري: لقبان
- 🏅 الزمالك المصري، النجم الساحلي، وفاق سطيف، صن داونز، أسيك، هارتس أوف أوك: لقب واحد لكل منهم
رؤية للمستقبل القاري
رغم تنوّع الأبطال، إلا أن الحاضر يشير إلى تكرار مشهد المنافسة بين الأهلي، الوداد، والترجي، مع محاولات من أندية أخرى لصعود القمة. والسنوات المقبلة تحمل إمكانية حدوث تغييرات كبيرة، خاصة في ظل تطور البنية التحتية، والاحتراف الإداري والفني داخل عدد من الأندية خارج نطاق الهيمنة التقليدية.
