الكارثة الأوروبية.. بايرن يسحق برشلونة

في الرابع عشر من أغسطس عام 2020، شهد ملعب “دا لوز” بالعاصمة البرتغالية لشبونة ليلة تاريخية سيتذكرها عشاق كرة القدم طويلًا، حين تلقى نادي برشلونة الإسباني هزيمة ساحقة على يد بايرن ميونيخ الألماني بنتيجة 8-2، ضمن مواجهات الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا. اللقاء أقيم في ظل إجراءات مشددة بسبب جائحة كورونا، وعلى ملعب محايد وبدون جماهير، لكن ذلك لم يخفف من قسوة النتيجة.
بداية سريعة ونهاية صادمة
انطلقت المباراة بإيقاع مرتفع، وسرعان ما افتتح توماس مولر التسجيل لبايرن في الدقيقة الرابعة، قبل أن يعادل برشلونة النتيجة بهدف عكسي عبر ديفيد ألابا. لكن الأمور خرجت عن السيطرة بعد ذلك، إذ سجل الفريق البافاري 3 أهداف أخرى في الشوط الأول عن طريق بيريسيتش، جنابري، ومولر من جديد، لينتهي النصف الأول بتقدم ألماني بنتيجة 4-1.
انهيار كامل في الشوط الثاني
في الشوط الثاني، حاول برشلونة العودة عبر هدف لويس سواريز، لكن بايرن لم يرحم. رد الفريق الألماني بأربعة أهداف أخرى حملت توقيع كيميش، ليفاندوفسكي، وكوتينيو (هدفين)، في مشهد لم يعتده جمهور البلوغرانا. اللافت أن كوتينيو، المعار من برشلونة نفسه إلى بايرن، ساهم بفضيحة فريقه الأصلي، ما جعل الهزيمة أكثر مرارة.
نتيجة غير مسبوقة في التاريخ الحديث
لم تكن الهزيمة مجرد خسارة ثقيلة، بل وصفت بأنها إحدى أسوأ الليالي في تاريخ النادي الكتالوني، من حيث الأداء والنتيجة والانعكاسات المستقبلية. هذه المباراة كانت الأولى منذ أكثر من 70 عامًا التي يستقبل فيها برشلونة 8 أهداف في لقاء واحد. الصحف العالمية وصفت اللقاء بـ”الكارثة”، فيما أشارت الجماهير إلى أنه “انهيار هوية” أكثر من مجرد إخفاق فني.
تبعات الهزيمة: زلزال إداري وفني
لم تمر الكارثة مرور الكرام، فقد أقالت إدارة النادي المدرب كيكي سيتين مباشرة بعد اللقاء، تلاها استقالة عدد من المسؤولين، وتغييرات جذرية في الفريق، شملت رحيل عدد من النجوم الكبار، وعلى رأسهم لويس سواريز وإيفان راكيتيتش، وفتحت الباب لاحقًا أمام مغادرة ليونيل ميسي نفسه بعد موسم من التوتر والانقسام داخل أروقة النادي.
ذاكرة لا تُمحى من دوري الأبطال
رغم مرور السنوات، لا تزال نتيجة 8-2 حاضرة في ذاكرة جماهير كرة القدم حول العالم. لم يكن مجرد انتصار ألماني، بل تحوّل إلى رمز للهيمنة التكتيكية والصلابة الذهنية التي تميز بايرن ميونيخ، مقابل تراجع واضح في منظومة برشلونة، تلك التي كانت يومًا تُبهر العالم بأسلوبها.