انطلق سوق الانتقالات الصيفي في مصر رسميًا يوم 1 يونيو 2025، وارتبط فتحه المبكر بتحضيرات الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية، وعلى رأسها الأهلي. وقد حدد الاتحاد المصري لكرة القدم موعد غلق القيد في 8 أغسطس عند منتصف الليل، مما دفع الأندية الكبرى إلى التحرك سريعًا لتأمين احتياجاتها التكتيكية قبل بداية الموسم.
الأهلي يفاجئ الجميع بصفقات مدوية
دخل النادي الأهلي سوق الانتقالات بقوة هجومية نادرة، بعدما نجح في إتمام سبع صفقات مؤثرة. على رأس القائمة، جاء انضمام النجم محمود حسن “تريزيجيه” في صفقة انتقال حر قادمًا من طرابزون سبور التركي، بعقد يمتد لخمس سنوات. كما ضم الأهلي أحمد سيد “زيزو” من الزمالك في صفقة حرة تبلغ قيمتها التقديرية نحو 20 مليون جنيه، وهو ما أثار جدلًا واسعًا بسبب انتقاله من الغريم التقليدي.
ولم يكتف الأهلي بذلك، بل استعاد خدمات لاعبه السابق حمدي فتحي على سبيل الإعارة من الوكرة القطري. كما تعاقد مع اللاعب التونسي محمد علي بن رمضان من فرينتسفاروشي مقابل ما يقارب 2 مليون دولار، في خطوة تعكس رغبة الفريق في دعم خط الوسط بخبرة أفريقية.
وشملت التعاقدات أيضًا الحارس محمد سيحا من حرس الحدود (بقيمة تقدر بـ37 مليون جنيه)، والمدافع مصطفى العش من نادي زد مقابل نحو 60 مليون جنيه، إضافة إلى النجم المغربي أشرف بن شرقي قادمًا من بريست الفرنسي.
الزمالك بين الهيكلة المالية والانتدابات المحدودة
على الجانب الآخر، يسعى نادي الزمالك إلى إعادة بناء صفوفه بطريقة متزنة ماليًا. تم تفعيل بند الشراء الخاص باللاعب محمود بنتايك من سانت إيتيان الفرنسي، في حين عاد بعض اللاعبين المعارين مثل عمر فرج وسيد عبد الله لتعويض النقص في القائمة. وفي إطار محاولاته لتمويل صفقات جديدة، قرر النادي بيع حمزة المثلوثي وحسام عبد المجيد، وهو ما يتوقع أن يدر على النادي نحو 4 ملايين دولار.
رغم قلة عدد الصفقات الرسمية، فإن الزمالك يضع نصب عينيه تحقيق استقرار مادي وهيكلي، مما يعني أن الحركة الأكبر قد تكون في الميركاتو الشتوي.
بيراميدز يعتمد على العائدين من الإعارات
لم يُبرم نادي بيراميدز صفقات بارزة على مستوى السوق المحلي، لكنه قرر الاعتماد على عدد من لاعبيه العائدين من الإعارة، مثل فخري لاكاي، محمد رضا، زلاكة، إسلام عيسى، محمود صابر، ويوسف أسامة نبيه. وتكشف هذه الاستراتيجية عن توجه بيراميدز نحو إعادة تدوير الطاقات داخل الفريق دون إنفاق مالي إضافي، في ظل اكتفاء فني واضح.
مؤشرات اقتصادية وصفقات تصديرية
حسب بيانات الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، بلغت مصاريف الأندية المصرية في الانتقالات حوالي 1.98 مليون دولار، بينما حققت أرباحًا من المبيعات تقارب 6.5 مليون دولار خلال الفترة الشتوية السابقة. وبذلك سجّل السوق المصري صافي إنفاق يقارب –2.8 مليون يورو، ما يعكس حرص الأندية على الموازنة بين الاستثمارات والمبيعات.
نجوم صاعدة تخطف الأنظار
من أبرز ملامح هذا الموسم صعود المواهب الشابة، وعلى رأسهم حمزة عبد الكريم مهاجم الأهلي صاحب الـ17 عامًا، والذي أصبح محور اهتمام أندية أوروبية كبرى مثل بايرن ميونيخ وفاينورد. كما برز بلال عطية في خط الوسط، وارتبط اسمه بعروض خارجية. هذه الأسماء تضع الأندية المصرية أمام معادلة جديدة بين تصدير المواهب وتحقيق البطولات محليًا.
قراءة ختامية للميركاتو المصري
يُعد الميركاتو الصيفي لعام 2025 في مصر من أنشط الفترات في السنوات الأخيرة، خاصة على صعيد الأهلي الذي ضخ استثمارات كبيرة ضمن خطة للمنافسة القارية والعالمية. أما الزمالك، فرغم تواضع الصفقات، يعمل على إعادة الهيكلة بهدوء. وبيراميدز فضّل الحفاظ على موارده الفنية وتدوير لاعبيه دون إنفاق مفرط. أما الصعيد المالي، فقد أظهر السوق توازنًا محسوبًا واستعدادًا لمرحلة جديدة من التنافس في الدوري المصري الممتاز.
